الثلاثاء، 5 يونيو 2012

سفينة في ضباب

هذا حديث رجل جمعنا في منزله المنفرد القائم على كتف وادي قاديشا في ليلة مغمورة بالثلوج مرتعشة بالأهوية.

قال محدثنا وهو ينبش رماد الموقد بطرف قضيب كان يده :

تريدون، يا رفاقي، أن أعلن لكم سر كآبتي.

تريدون أن أحدثكم عن المأساة التي تعيد الذكرى تمثيلها في صدري كل يوم وكل ليلة.

لقد مللتم سكوتي وتكتمي. وضجرتم من تنهدي وتململي. وقال بعضكم لبعض : إذا كان لا يدخلنا هذا الرجل إلى هيكل أوجاعه فكيف نستطيع الدخول إلى بيت مودته؟

أنتم مصيبون يا رفاقي. فمن لا يساهمنا الألم لن يشاركنا في شيء آخر.

فاسمعوا إذن حكايتي. اسمعوا ولا تكونوا مشفقين، فالشفقة تجوز على الضعفاء وأنا لم أزل قوياً بكآبتي.

منذ فجر شبابي وأنا أرى في أحلام يقظتي وأحلام نومي طيف امرأة غريبة الشكل والمزايا. كنت أراها في ليالي الوحدة واقفة قرب مضجعي. وكنت أسمع صوتها في السكينة. وكنت في بعض الأحيان أغمض عيني وأشعر بملامس أصابعها على جبهتي فأفتح عيني وأهب مذعوراً مصغياً بكل ما بي من المسامع إلى همس اللاشيء.

وكنت أقول لذاتي : هل تطوّح بي خيالي حتى ضعت في الضباب؟ هل صنعت من أبخرة أحلامي امرأة جميلة الوجه عذبة الصوت لينة الملامس لتأخذ مكان امرأة من الهيولى؟ هل خولطت بعقلي فاتخذت من ظلال عقلي رفيقة أحبها وأستأنس بها وأركن إليها وأبتعد عن الناس لأقترب منها وأغلق عيني ومسامعي عن كل ما في الحياة من الصور والأصوات لأرى صورتها وأسمع صوتها؟ أمجنون أنا يا ترى؟ أمجنون لم يكتفِ بالانصراف إلى العزلة بل ابتدع له من أشباح العزلة رفيقة وقرينة؟

قلت " قرينة " وأنتم تستغربون هذه اللفظة، ولكن هنام بعض الاختبارات التي نستغربها بل ونمكرها لأنها تظهر لنا بمظاهر المستحيل ولكن استغرابنا ونكراننا لا يمحوان حقيقتها في نفوسنا. لقد كانت تلك المرأة الخيالية قرينة لي، تساهمني وتبادلني كل ما في الحياة من الميول والمنازع والأفراح والرغائب، فلم أستيقظ صباحاً إلا رأيتها متكئة على مساند سريري وهي تنظر إلي بعينين يملأهما الطفولة وعطف الأمومة. ولم أحاول عملاً إلا ساعدتني على تحقيقه. ولم أجلس إلى مائدة إلا جلست قبالتي تحدثني وتبادلني الآراء والأفكار. وما جاء مساء إلا اقتربت مني قائلة : قم بنا نسر بين التلول والمنحدرات، كفانا الإقامة في هذا المنزل. فأترك إذ ذاك عملي وأسير قابضاً على أصابعها، حتى إذا ما بلغنا البرية المتشحة بنقاب المساء المغمورة بسحر السكون نجلس جنباً إلى جنب على صخرة عالية محدقين إلى الشفق البعيد. فكانت تارة تومىء إلى الغيوم المذهبة بأشعة الغروب وطوراً تسترعي سمعي إلى تغريد الطائر يبعث صوته تسبيحة شكر وطمأنينة قبيل أن يلتجىء إلى الأغصان للمبيت.

وكم دخلت عليّ وأنا أشتغل في غرفتي قلقاً مضطرباً فلا تلمحها عيني حتى يتحول قلقي إلى الهدوء واضطرابي إلى الائتلاف والاستئناس.

وكم لقيت الناس وفي روحي جيش يزحف متمرداً على ما أكرهه فب نفوسهم، ولكنني ما تبينت وجهها بين وجوههم إلا انقلبت الزوبعة في باطني إلى أنغام علوية.

وكم جلست منفرداً وفي قلبي سيف من ألم الحياة ومتاعبها وحول عنقي سلاسل من مشاكل الوجود ومعضلاته، ثم ألتفت فأراها واقفة أمامي محدقة إليّ بعينين تفيضان نوراً وبهاء فتنقشع غيومي ويتهلل قلبي وتبدو الحياة لبصيرتي جنة أفراح ومسرات.

وأنتم تسألون، يا رفاقي، ما إذا كنت مقتنعاً بهذه الحالة الشاذة الغريبة- تسألون ما إذا كان المرء وهو في عنفوان شبابه يستطيع الاكتفاء بما تدعونه وهماً وخيالاً وحلماً بل وعلة نفسية؟

أقول لكم إن الأعوام التي صرفتها في تلك الحالة لهي زبدة ما عرفته في الحياة من الجمال والسعادة واللذة والطمأنينة. أقول لكم إنني كنت ورفيقتي الأثيرية فكرة مطلقة مجردة تطوف في نور الشمس وتطفو على وجه البحار وتسعى في الليالي المقمرة وتتهلل بأغان ما سمعتها أذن وتقف أمام مشاهد ما رأتها عين. إن الحياة، كل الحياة، هي في ما نختبره بأرواحنا. والوجود، كل الوجود، هو في ما نعرفه ونتحققه فنبتهج به أو نتوجع لأجله. وأنا قد اخبرت أمراً بروحي، اختبرته كل يوم وكل ليلة حتى بلغت الثلاثين من عمري.

ليتني لم أبلغ الثلاثين من عمري. ليتني مت ألف مرة ومرة قبل أن أبلغ تلك السنة التي سلبتني لباب حياتي واستنزفت دماء قلبي وأوقفتني أمام الأيام والليالي شجرة يابسة عارية مستوحدة فلا ترقص أغصانها لأغاني الهواء ولا تحوك الأطيار أعشاشها بين أوراقها وأزهارها.

وسكت محدثنا دقيقة وقد ألوى رأسه وأغمض عينيه وأرخى زنديه إلى جانب مقعده فبان كأنه اليأس مجسماً. أما نحن فبقينا صامتين مترقبين استماع تتمة حديثه. ثم فتح أجفانه وبصوت متقطع خارج من أعماق كيان مكلوم قال :

تذكرون، يا رفاقي أنه منذ عشرين سنة بعثني حاكم هذا الجبل بمهمة علمية إلى مدينة البندقية، وأصحبني برسالة إلى محافظ تلك المدينة الذي كان قد عرفه في القسطنطينية.

تركت لبنان وأبحرت على سفينة إيطالية وقد كان ذلك في شهر نيسان وروح الربيع ترتعش بين ثنايا الهواء وتنثني مع أمواج البحر وتتمثل بصور جميلة متقلبة في الغيوم البيضاء المتلبدة فوق الآفاق. كيف أصف لكم تلك الأيام وتلك الليالي التي صرفتها على ظهر السفينة؟ إن قوة الكلام المتعارف بين البشر لا تتجاوز ما تحويه مدارك البشر وما يشعرون به. وفي الروح ما هو أبعد من الإدراك وأدق من الشعور فكيف أرسمها لكم بالكلام؟

لقد كانت تلك السنون التي صرفتها مع رفيقتي الأثيرية ممنطقة بالأنس والألفة مغمورة بالسكينة والرضى فلم يدر في خلدي أن الألم رابض لي وراء حجب سعادتي وأن المرارة ثمالة راكدة في أعماق كأسي. لا لم أخشَ قط ذبول زهرة نبتت فوق الغيوم واضمحلال أنشودة ترنمت بها عرائس الفجر. ولما تركت هذه التلول والأودية كانت رفيقتي جالسة بقربي في المركبة التي حملتني إلى الساحل. وفي الثلاثة الأيام التي قضيتها في بيروت قبيل سفري كانت قرينتي تذهب حيث أذهب وتقف عندما أقف، فلم أجتمع بصديق إلا رأيتها تبتسم له، ولم أزر معهداً إلا شعرت بيدها قابضة على يدي، ولم أجلس مساء في شرفة النزل مصغياً إلى أصوات المدينة إلا شاركتني في التأمل وساهمتني الفكر. ولكن لما فصلني الزورق عن ميناء بيروت، في الدقيقة التي وطأت فيها ظهر السفينة، شعرت بتغير في فضاء روحي، شعرت بيد خفية قوية تتمسك بساعدي وسمعت صوتاً عميقاً يهمس في أذني قائلاً : ارجع، ارجع من حيث أتيت. انزل إلى الزورق وعد إلى شواطىء بلادك قبل أن تبحر السفينة.

وأبحرت السفينة وأنا على ظهرها أشبه شيء بعصفور بين مخالب باشق يسبح محلقاً في الخلاء. ولما جاء المساء وقد انحجبت قمم لبنان وراء ضباب البحر رأيتني واقفاً وحدي على مقدمة السفينة وفتاة أحلامي المرأة التي أحبها قلبي، المرأة التي رافقت شبابي، لم تكن معي. الصبية العذبة التي كنت أرى وجهها كلما حدقت إلى الفضاء وأسمع صوتها كلما أصغيت إلى السكينة وألمس يدها كلما مددت يدي إلى الأمام، لم تكن على ظهر تلك السفينة. ولأول مرة، لأول مرة، وجدتني واقفاً وحدي أمام الليل والبحر والفضاء.

وبقيت على هذه الحالة أنتقل من مكان إلى مكان منادياً رفيقتي في قلبي ناظراً إلى الأمواج المتقلبة لعلي أرى وجهها في بياض الزبد.

وعندما انتصف الليل وقد التجأ ركاب السفينة إلى مراقدهم وبقيت أنا وحدي هائماً ضائعاً مضطرباً، التفت بغتة فرأيتها واقفة في الضباب على بعد بضع خطوات فانتفضت مرتعشاً ومددت يدي إليها هاتفاً : لِمَ تركتني؟ . . لِمَ تركتني في وحدتي؟ إلى أين ذهبت؟ أين كنتِ يا رفيقتي؟ اقتربي، اقتربي مني ولا تتركيني بعد الآن.فلم تدنُ مني، بل ظلت جامدة في مكانها ثم بدت على وجهها سيماء توجع ولهفة ما رأيت أهول منهما في حياتي، وبصوت خافت ضئيل قالت : جئت من أعماق اللجة لأراك لمحة واحدة. وها أنا راجعة إلى أعماق اللجة : أدخل مخداعك وارقد وأحلم.

قالت هذه الكلمات وامتزجت بالضباب واضمحلت. فطفقت أناديها بلجاجة الطفل الجائع وأبسط ذراعي إلى كل ناحية فلا أقبض إلا على الهواء المثقل بندى الليل.

دخلت مخدعي وفي روحي عناصر تتقلب وتتصارع وتهبط وتتصاعد، فكنت في جوف تلك السفينة سفينة أخرى في بحر من اليأس والالتباس. وللغرابة أنني لم ألقِ رأسي على وسائد مضجعي حتى أحسست بثقل في أجفاني وبتخدر في جسدي فنمت نوماً عميقاً حتى الصباح. ولقد رأيت في نومي حلماً. رأيت رفيقتي مصلوبة على شجرة تفاح مزهرة وقطرات الدماء تسيل من كفيها وقدميها على غصني الشجرة وعمدها ثم تنسكب على الأعشاب وتمتزج بأزهار الشجرة المنثورة.

وظلت السفينة تسعى الأيام والليالي بين اللجتين وأنا على ظهرها لا أدري ما إذا كنت مسافراً إلى بلد بعيد بمهمة بشرية أم شبحاً تائهاً في فضاء خال إلا من الضباب، فلم أشعر بقرب رفيقتي ولم ألمح وجهها في اليقظة أو في المنام، وباطلاً كنت أنادي مبتهلاً للقوى الخفية لتسمعني مقطعاً من مقاطع صوتها أو لتريني ظلاً من ظلالها أو لتجعلني أشعر بملامس أصابعها على جبهتي.

ومر أربعة عشر يوماً وأنا في هذه الحالة. وعند ظهيرة اليوم الخامس عشر ظهرت عن بعد شواطىء إيطاليا، وفي مساء ذلك النهار دخلت السفينة ميناء البندقية وجاء قوم بزوارق مطلية بألوان ورسوم بهجة لينقلوا الركاب وأمتعتهم إلى المدينة.

أنتم تعلمون، يا رفاقي، أن مدينة البندقية قائمة على عشرات من الجزر الصغيرة المتقاربة، فشوارعها ترع ومنازلها وقصورها مبنية في الماء، والزوارق هناك تقوم مقام المركبات.

فلما نزلت من السفينة إلى الزورق سألني النوتي قائلاً :

- إلى أين يريد سيدي أن يذهب ؟

فلما ذكرت اسم محافظ المدينة نظر إلي بإهتمام واحترام وأخذ يضرب الماء بمقذافه.

سار بي الزورق وكان قد جاء الليل وألقى رداءه على المدينة فظهرت الأنوار في نوافذ القصور والمعابد والمعاهد فانعكست أشعتها في الماء متلألئة مرتعشة فبانت البندقية كحلم شاعر يفتنه الغريب من المشاهد والوهمي من الأماكن. ولم يبلغ بي الزورق إلى منعطف أول ترعة حتى سمعت رنين أجراس لا عداد لها تملأ الفضاء بأنات محزنة متقطعة هائلة مخيفة ومع أنني كنت في غيبوبة نفسية تفصلني عن كل المظاهر الخارجية فقد كانت تلك الطنات النحاسية تخترق لوح صدري كالمسامير.

ووقف الزورق بجانب سلم حجري تتصاعد درجاته من الماء إلى الرصيف، فالتفت البحري إلي وأشار بيده نحو قصر قائم في وسط حديقة وقال : هذا هو المكان. فصعدت من الزورق وسرت مبطئاً نحو المنزل والبحري يتبعني حاملاً حقيبتي على كتفه، حتى إذا ما بلغت باب المنزل ناولته أجرته وصرفته ثم طرقت الباب ففتح لي وإذا أنا أمام رهط من الخدم مطأطئي الرؤوس وهم يبكون وينوحون ويتأوهون بأصوات منخفضة، فاستغربت هذا المشهد واحترت بأمري.

وبعد هنيهة تقدم مني خادم كهل ونظر إلي من وراء أجفان مقروحة وسألني متنهداً : ماذا يريد سيدي؟ فقلت : أليس هذا منزل محافظ المدينة؟ فحنى رأسه إيجاباً.

فأخرجت، إذ ذاك، الرسالة التي أصحبني بها حاكم لبنان وناولته إياها فنظر في عنوانها صامتاً ثم راح متماهلاً نحو باب في مؤخر من الدهليز.

جرى كل ذلك وأنا بدون فكر ولا إرادة. ثم دنوت من خادمة صبية وسألتها عن سبب حزنهم ونواحهم فأجابت متوجعة : عجباً، ألم تسمع أن ابنة المحافظ قد ماتت اليوم؟

ولم تزد على هذه الكلمات بل غمرت وجهها بكفها واستسلمت إلى البكاء.

تأملوا، يا رفاقي، حلة رجل قطع البحار وهو كفكرة سديمية ملتبسة أضعها جبار من جبابرة الفضاء بين الأمواج المزبدة والضباب الرمادي. صوروا لنفوسكم حالة فتى سار أسبوعين بين عويل اليأس وصراخ اللجة، ولما بلغ نهاية الطريق وجد نفسه واقفاً في باب منزل تتمشى في جنباته أشباح التفجع وتملأ قرانيه أنات اللوعة. صوروا لنفوسكم، يا رفاقي، رجلاً غريباً يطلب الضيافة في قصر تخيم عليه أجنحة الموت.

وعاد الخادم الذي حمل الرسالة إلى سيده وانحنى قائلاً : تفضل يا سيدي فالمحافظ ينتظرك.

قال هذا ومشى أمامي فاتبعته حتى إذا ما بلغنا باباً في نهاية الممشى أومأ إلي أن أدخل فدخلت قاعة واسعة عالية السقف منارة بالشموع وقد جلس فيها بعض الوجهاء والكهان وكلهم في سكون عميق. فلم أكد أخطو بضع خطوات حتى قام من صدر القاعة شيخ ذو لحية بيضاء وقد حنت ظهره الأشجان وتلمت وجهه الأوجاع وتقدم نحوي وأخذ بيدي قائلاً : يعز عليّ أن تأتي من بلاد بعيدة وتجدنا مصابين بأحب من لدينا. ولكني أرجو أن لا يكون مصابنا حائلاً دون إتمام الغرض الذي جئتنا من أجله، فكن مطمئن البال يا ولدي.

فشكرت له عطفه مظهراً أسفي لمصابه ببعض الألفاظ المشوشة.

وقادني الشيخ إلى كرسي بجانب مقعده فجلست صامتاً مع الجلاس الصامتين أنظر خلسة إلى وجوههم الكئيبة وأسمع تأوههم فتتولد في صدري كتلات من الضيم واللهفة. وبعد ساعة انصرف القوم الواحد تلو الآخر ولم يبقَ سواي مع الوالد الحزين في تلك القاعة الخرساء، فوقفت إذ ذاك وتقدمت إليه قائلاً : اسمح لي يا سيدي بالانصراف. فقال ممانعاً : لا يا صديقي. لا تذهب. كن ضيفنا إن كان بإمكانك احتمال النظر إلى كآبتنا واستماع أنة لوعتنا. فأخجلني كلامه وحنيت رأسي امتثالاً. ثم عاد وقال : أنتم اللبنانيين أبرّ الناس بالضيف فهلا بقيت عندنا لنريك ولو قليلاً مما يلقاه الغريب في بلادكم!

وبعد هنيهة قرع الشيخ المنكوب جرساً فضياً فدخل علينا حاجب بملابس مزركشة مقصبة فقال له الشيخ مشيراً إلي : سر بضيفنا إلى الغرفة الشرقية وانظر بشأن مأكله ومشربه وتولى بنفسك شؤونه وكن ساهراً على راحته.

فقادني الحاجب إلى غرفة رحبة بديعة الهندسة فخمة الرياش تغشي جدرانها الرسوم والمنسوجات الحريرية في وسطها سرير نفيس مغطى باللحف والمساند المطرزة.

تركني الحاجب فارتميت على مقعد أفكر بنفسي ومحيطي وبغربتي ووحدتي ومآتي أول ساعة صرفتها في بلاد قصية عن بلادي.

وعاد الحاجب يحمل طبقاً عليه الطعام والشراب ووضعه أمامي فأكلت قليلاً ولكن بدون رغبة ثم صرفت الحاجب.

ومرت ساعتان وأنا أتمشى تارة في تلك الغرفة وطوراً أقف في جوانب إحدى نوافذها محدقاً إلى الفضاء مصغياً إلى أصوات البحارة وخفق مقاذيفهم في الماء حتى إذا ما نهكني السهر وتضعضعت فكرتي بين مظاهر الحياة وخفاياها ارتميت على السرير مستسلماً إلى غيبوبة تتآلف فيها سكرة الهجوع وصحو اليقظة ويتقلب فيها التذكار والنسيان مثلما يتناوب الشواطىء مد البحر وجزره، فكنت كساحة حرب صامتة تتناضل فيها فيالق صامتة ويجندل الموت فرسانها فيقضون صامتين.

لا، لا أدري، يا رفاقي، كم ساعة صرفت وأنا في هذه الحالة. إن في الحياة فسحات تجتازها أرواحنا ولكننا لا نستطيع أن نقيسها بالمقاييس الزمنية التي ابتدعتها فكرة الإنسان.

لا، لا أعرف كم ساعة بقيت في هذه الحالة. كل ما عرفته إذ ذاك وكل ما أعرفه الآن هو أنني بينما كنت في تلك الحالة الملتبسة شعرت بكيان حي واقف بقرب سريري، شعرت بقوة ترتعش. في فضاء الغرفة، شعرت بذات أثيرية تناديني ولكن بدون صوت وتستفزني ولكن بدون إشارة، فنهضت على قدمي وخرجت من الغرفة إلى الدهليز مدفوعاً مأموراً مجذوباً بعامل قاهر ضابط كلي. سرت ولكن بغير إرادتي، سرت كمن يسير وهو نائم، سرت في عالم مجرد عما نحسبه زمناً ومسافة، حتى إذا ما بلغت نهاية الدهليز دخلت فاعة كبرى في وسطها نعش تنيره كوكبتان من الشموع وتحيط به الأزهار. فتقدمت وركعت بجانبه ونظرت، نظرت فرأيت وجه رفيقتي، رأيت وجه رفيقة أحلامي وراء نقاب الموت. رأيت المرأة التي أحببتها حباً فوق الحب. رأيتها جثة هامدة بيضاء بأثواب بيضاء بين ازهار بيضاء تخيم عليها سكينة الدهور ورهبة الأزل.

يا إلهي، يا إله الحب والحياة والموت، أنت الذي كونت أرواحنا ثم سيرتها في هذه الأنوار وهذه الظلمات. أنت الذي فطرت قلوبنا ثم جعلتها تنبض بالأمل والألم. أنت، أنت الذي أريتني رفيقتي جسداً بارداً. أنت الذي قدتني من أرض إلى أرض لتظهر لي مراد الموت بالحياة ومشيئة الوجع بالفرح. أنت الذي أنبت في صحراء وحدتي وانفرادي زنبقة بيضاء ثم سيرتني إلى واد بعيد لتبينها لي زنبقة ذابلة ذاوية فانية !

نعم، يا رفاقي، يا رفاق وحشتي واغترابي، إن الله قد شاء فسقاني الكأس العلقمية. لتكن مشيئة الله. نحن البشر، نحن الذرات المرتعشة في خلاء لا حد له ولا مدى، نحن لا نستطيع سوى الخضوع والامتثال. فإن أحببنا فحبنا ليس منا وليس لنا. وإن سررنا فسرورنا ليس فينا بل في الحياة نفسها. وإن تألمنا فالألم ليس بكلومنا بل بأحشاء الطبيعة بأسرها.

لم أقص عليكم حكايتي شاكياً. إن من يشكو يشك في الحياة وأنا من المؤمنين أؤمن بصلاحية هذه المرارة التي تمازج كل رشفة أرتشفها من كؤوس الليالي. أؤمن بجمال هذه المسامير التي تخترق صدري. أؤمن برأفة هذه الأصابع الحديدية التي تمزق غشاء قلبي.

هذه حكايتي فكيف أصل إلى نهايتها وهي بدون نهاية؟ لقد بقيت راكعاً أمام نعش الصبية التي أحببتها في أحلامي محدقاً إلى وجهها حتى وضع الفجر يده على بلور النوافذ، فقمت إذ ذاك وعدت إلى غرفتي متوكئاً على أوجاع الإنسانية منحنياً تحت أعباء الأبدية.

وبعد ثلاثة أسابيع تركت البندقية ورجعت إلى لبنان رجوع من صرف ألف جيل في أعماق الدهر، رجعت رجوع كل لبناني من غربة إلى غربة.

جـــبـــران

وُلِد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسّام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشرّي في لبنان في 6 كانون الثاني 1883م .

كان والدهُ خليل سعد جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

والد جبران ، خليل سعد جبران ينحدر من أسرةٍ سوريةِ الأصل ( راجع ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ) راعياً للماشية، ولكنّه صَرف معظم وقته في السُكْرِ و لم يهتم بأسرته التي كان على زوجته ( كميلة ) وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية ، أن تعتني بها مادياً ومعنوياً وعاطفياً . ولذلك لم يُرسل جبران إلى المدرسة ، بل كان يذهب من حينٍ إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جدّيته وذكاءه فأنفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب .

وفي العاشرة من عمره وقعَ جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى عانى منه طوال حياته .

لم يكفِ العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد ، حتى جاء الجنود العثمانيون عام (1890) وألقوا القبض عليه و أودعوه السّجن بتهمة الإختلاس و باعوا منزلهم الوحيد ، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء .
و لكنّ الوالدة قرّرت أنّ الحلّ الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعياً وراء حياة أفضل .

عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتاراً في شأن الهجرة ، و لكنّ الوالدة كانت قد حزمت أمرها ، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها و وصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن أكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة و بذلك لم تشعر الوالدة بالغربة ، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها ، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها .

اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة ، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل ، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعةٍ متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية ، وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده ، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم " خليل جبران " ، وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا أنه فشل .

بدأت أحوال العائلة تتحسن مادياً ، وعندما جمعت الأم مبلغاً كافياً من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلاً تجارياً .
و كان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد إلى أن مدير المدرسة استدعى الرّسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماماً عما عرفه في السّابق .

كان لـ ( داي ) فضلُ اطّلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية ، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي ، ولكنّه شدّد دائماً على أنّ جبران يجب أن يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به . وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحاً انه قد اختط لنفسه أسلوباً وتقنية خاصين به ، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية .
و لكنّ العائلة قررت أنّ الشُهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر ، وأنه لا بد أن يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصاً من أجل إتقان اللغة العربية .

وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضاً و التحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروساً خاصة في اللغة العربية ، و لكنّ المنهج الذي كانت تتبعه لم يُعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة أن تعدّله ليتناسب مع حاجاته، و قد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة ، لما فيه من حجّة وبُعدِ نظر و جرأة لم يشهدوها لدى أيّ تلميذٍ آخر سابقاً .
وكان لجبران ما أراد ، ولم يخيب أمل أساتذته إذ أُعجبوا بسرعة تلقّيه و ثقته بنفسه و روحه المتمردة على كلّ قديمٍ وضعيفٍ وبالٍ .

تعرّف جبران على يوسف الحويك وأصدرا معاً مجلة " المنارة " وكانا يحرّرانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده . وبقيا يعملان معاً بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر ( 1902) . وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته ، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائداً إلى بوسطن ، ولكنّه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة . وخلال بضعة أشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية . فيما قرّر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا .
وهكذا كان على جبران أن يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية ، و لكنّ المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله ، فما لبث بطرس أن عاد من كوبا مصاباً بمرضٍ قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903 ) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها .

إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر ، فهو كان راغباً في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية ، لأنها تفتح أمامه مجالاً أرحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر ) ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس و لكنّ انكليزيته كانت ضعيفة جداً ، ولم يعرف ماذا يفعل ، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هرباً من صورة الموت والعذاب ، وزاد من عذابه أنّ الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية ، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين ( جوزيفين بيبادي ) ، عجزت عن مساعدته عملياً ، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده ، في حين أنّ صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادراً على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني .

وأخيراً قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904) ، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران .

كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات ، وقد لعبت دوراً هاماً في حياته منذ ان إلتقيا ، فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية ، بل يكتب بالعربية أولاً ثم يترجم ذلك ، فنصحته وشجّعته كثيراً على الكتابة بالإنكليزية مباشرة ، وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولاً ثم يجمعها و يصدرها بشكل كتب ، و يتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية .

عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك إلتقى مجدداً بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك ، و مكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني .

وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هرباً من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماساً لمجال فكري وأدبي وفني أرحب ، ولكنّ ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن ، و إن كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة .

وهكذا إنتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته ، و هناك عرف نوعاً من الاستقرار مكّنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم .

سنة 1923 نُشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية ، وطُبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم تُرجم فوراً إلى عدد من اللغات الأجنبية ، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب .

بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال ، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة "، وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبداً .

توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان . وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي ، ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات و أشترتا منهما دير مار سركيس الذي نُقل إليه جثمان جبران ، وما يزال إلى الآن متحفاً ومقصداً للزائرين .

الاثنين، 4 يونيو 2012

لساك دفا


لساك دفا .. لاسراء المقدم

صوت زينب فرحات
…………………………………….

لسّاك بـ رغم البرد ساكن ف الضلوع
و مالكش حضن يكلفتك
و بـ رغم خوف ساكن ف قلبك من زمان
قادر تكون انت الأمان”
..قادر تكون انتَ الدفا

لساك مصرّ ان الدموع
قنديل فرح..
..نازل على خدودك بـ يرقص فى الخفا
لساك تداوى فـ القلوب
مع ان قلبك كان يادوب
بيدوب فى احضان الشفا
 !..لساك دفا

ازاى بتعرف تبقى بلسم للجروح
مع ان جرحك لسة حىّ
مع ان عتمة دنيتك..
 ! علقم
بتعرف تبقى ضىّ
لساك بـ تتشعبط فـ حبل لحلم جىّ..
…لساك بتقطع بالمودة
كل احبال الجفا

ياللى انت عكاز للخطاوى فى الدروب
لسة الوجع عارف يطبطب ع القلووب
لا الدنيا عن لوع الوجع ناوية تتوب
..ولا انت ناوى انك تبطل
فى العكارة…تكــون صفا

في الجنة يا نهلة


إزيك يا نهلة؟
عاملة ايه؟
احكيلي يا نهلة ايه اللي حصل من ساعة ما سيبتينا ومشيتي


روحتي فين وقابلتي مين؟
قوليلي يا نهلة ..هي الجنة عاملة ازاي؟
اوصفيهالي شبر شبر

ايوة يا يا عم مقضياها انتي جنة وشهدا وملايكة وعيشة آخر هنا وسعادة

قبل ماتسيبيني بيوم مارضتيش تخلليني ادفع وعزمتيني ع الغدا والمفروض المرة اللي جاية عليا..ها إمتي بقي هشوفك وانا موافق المرادي كمان تعزميني تاني بس ممكن نعزم معانا سيدنا (محمد صلي الله عليه وسلم) وكمان الشهيد مصطفي الصاوي وخالد سعيد
بقولك ايه اعزمي الشهداء كلهم وعليا انا العزومة دي

يا بختك يا نهلة
ياتري بتقولوا ايه علينا
اوعووا تكونوا بتألشوا علينا

أنا عارف ان احنا مقصرين في حقكم وحق مصر بس صدقيني والله بنحاول نعمل اللي نقدر عليه
والله تعبنا اوي يا نهلة من بعدك
لكن والله ما خنا العهد ابدا

بنحاول نحقق اللي حلمنا بيه كلنا
بنحاول نخللي مصر نضيفة من اللي افسدوها
ادعيلنا يا نهلة وخللي كل اللي معاكي يدعولنا محتاجينلكم اوي معانا

وما تقلقيش انا عملت حسابي في "ورق العنب " اللي بتحبيه وهجيلك بحلة مش هتقدري تخلصيها

مش هقولك مع السلامة يا نهلة

ولكن الي لقاء قريب جدا ....بإذن الله

الأحد، 3 يونيو 2012

ابو الثوار

محمد عطيان الملقب بأبو الثوار الراجل ده محدش عارف حكايته ايه محدش بيديله الاهتمام محدش عارف هو منين و لا حد عارف تاريخه ايه مفيش قناة عايزه تجيبه ولا فيه اي حد عارف يعمل معاه لقاء و يتكلم معاه لان هو رافض يتكلم مع اي حد او يقول اي حاجه عن نفسه الا لما الثورة تكمل و مطالبها تتحقق الراجل ده انا شوفتو في الميدان ايام الثورة و شوفتو في محمد محمود و شوفتو في اعتصام الاولتراس و شوفتو في العباسيه كل اللي هو بيعمله انه بيرفع لافتات عليها كلام عبقري جدا و محدش واخد باله منه انا اللي لفت نظري ليه ان هو دايما ساكت و متواجد في اي حاجه اتكلمت معاه عرفت منه اسمه بالعافيه الغموض اللي هو فيه وصل الناس لدرجه ان هيا فكرت تراقبه و تمشي وراه و تعرف حكايته الراجل ده فعلا رائع لانه ثابت ع مبدأه من ايام 25 ينايرفي ناس قالتلي ان دي معلومات عنه (لراجل العظيم ده اسمه محمد عطيان ( أبو الثوار ) من كفرالشيخ-بلطيم ، عمره 60 عام - مزارع بسيط أب ل9 اولاد الي قالي عليهم 3 ـاتنين في هندسة اسكندرية و واحد خريج زراعة) هو ده اللي عرفته عنه بس مش متأكد منه و دي شوية صور ليه و هو في الميدان وفي الاعتصام بتاع الاولتراس و عند تمثال عمر مكرم